-A +A
تنبئنا الأيام كلما تأملنا فيها أن الصوت العالي غالبا هو سلاح الضعفاء المتنمرين، وأن من يثق بقوته يلتزم بحكمة الرزانة خفيضة الصوت صارمة المقصد.

ولعل أبلغ مثال على ذلك إيران، التي رغم ما تحاول أن تصوره لمحيطها والعالم من قوة زائفة مرتفعة النبرة، هي مجرد نمر من ورق، إذ طالعتنا وكالات الأنباء في الأيام الأخيرة النعيق الذي تشدق به أقطاب السياسة في طهران من أنهم لن يسمحوا لأي دولة في المنطقة بممارسة حقها في إمداد العالم بالطاقة إذا تم منع إيران من تصدير نفطها، وأنها عندئذ ستغلق مضيق هرمز، للحؤول دون ذلك، ولم تمض فترة بسيطة من الوقت حتى تراجعت بشكل مخزٍ ومضحك، بمجرد أن لوحت أمريكا بضمانها لحرية الملاحة وحركة التجارة من الخليج العربي.


إن ما تقوم به إيران من عمليات استفزاز لدول المنطقة ومحاولة فرض هيمنتها عبر أدواتها الرخيصة وعجرفتها المبنية على أصوات مرتفعة جوفاء، هو غير مستند إلى قوة ذاتية حقيقية، وإنما إلى عنتريات فارغة.

لذلك فاللغة الوحيدة التي تفهمها إيران وأشباهها من الدول المارقة ومصدرة الشر للعالم هي لغة القوة الضاربة ولغة الحقائق الدامغة، التي تطيش بانتفاخات الهر التي يحكي فيها صولة الأسد، كما حدث لكيانات الشر المنتفخة الأخرى، ككوريا الشمالية وداعش.